رغم التحذيرات التي تبنتها الجهات المختلفة فيما يخص الممارسين غير الشرعيين لطب الاسنان وصناعتها وما يترتب على ذلك من نقل للامراض المعدية والقاتلة في كثير من الاحيان الا ان البعض ما زال يقع ضحية الذين يدّعون احترافهم لصناعة الأسنان وتركيبها.
لم يكن من السهل على هؤلاء أن يكشفوا أسرارهم بسهولة ، والطرق التي يتبعونها في تركيب الاسنان حيث يتبعون أساليباً مختلفة ومتنوعة ويستخدمون ادوات اعتلاها الصدأ وشتى الأصناف من الاسنان وباحجام مختلفة.
"الطبيب الوهمي ".. رجل أمي يمارس المهنة دون أن يتخرج من جامعة ويقوم بتركيب الأسنان ومداواة أمراض اللثة والفم والتخدير وربما كتابة الوصفات الطبية.
يتنقل"الطبيب الوهمي" بشنطة محمولة على الكتف بين زبائنه المعدمين ماديا والذين شكلوا أرضيته الأولى وزباءنه ومختبره.. تدرج في مسالك المهنة ابا عن جد وتخرج من مدرسة الشعوذة الطبية.. واعداد زبائنه في ازدياد والطموح يكبر في ظل جهل مطبق بأن ما يفعله هو مهنة ينظمها القانون.
المعدات المستعملة عبارة عن أواني المنيوم متقادمة ، ومطرقة وكماشة وبعض مما يستعمله النجار ، عبارة تستوقفك وأنت تسمعه ينادي تركيب اسنان يجول في الاحياء وعند بداية العمل لا ترى ما بداخل الحقيبة يفتحها ويغلقها بسرعة ، طبعا لأن المشاهدة تعري الوجه الآخر لهؤلاء المتلاعبين بصحة المواطن بعيدا عن أعين وزارتي الداخلية والصحة.
"الدستور" تفتح ملف الذين يدعون بانهم اطباء اسنان او انهم يمارسونها تواترا الى أن آلت اليهم وتتحقق في مدى انعكاساتها وأثرها على صحة المواطن ، وتسلط الضوء على الجهود التي بذلتها وزارة الصحة للحيلولة دون توغل هؤلاء.
احمد ، خريج كلية طب الأسنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا إستطاع أن يفتح عيادة خاصة به ، زيارة الطبيب احمد توحي بجدية واصراره على تطبيق ما تعلمه بين كراسي مدرجات كلية الطب في العلوم والتكنولوجيا.. بتحفظ مبالغ فيه يتحدث عن معاناة الأطباء مع مشعوذي الأسنان ، متسائلا من يرخص لهؤلاء بممارسة طب الاسنان والتجوال بين الاحياء وتمادي هؤلاء في ممارساتهم واين مختلف الأجهزة المسؤولة عن صحة المواطن؟.
اما دينا وهي ربة منزل فأكدت أن الذهاب عند صانعي الاسنان يعتبر مغامرة في غاية الخطورة. كون أخطر الامراض الفتاكة والمنقولة من خلال الادوات الحادة توجد عند هؤلاء محذرة من مغبة توغلهم على الاطباء القانونيين.
و يؤكد المحامي محمد الزعبي أن الممارسات التي يقدم عليها هؤلاء من قبيل معالجة الاسنان وترميمها واقتلاع الاضراس تعتبر في نظر القانون إنتحال صفة طبيب أسنان والقانون يعاقب على ذلك ، لا سيما ان مثل هذا الشخص يعمل بدون ترخيص وربما بدون اقامة قانونية داخل المملكة.
الناطق الإعلامي في «الصحة»
وأوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة حاتم الازرعي ان ممارسة المهنة يتطلب تصريحا من قبل الجهات الرسمية ، وأن اي ممارس لهذه المهنة لم يستوف شروط الممارسة او ينتحل شخصية الطبيب يعرض نفسه للمساءلة القانونية ويعتبر متطفلا على المهنة ويشكل خطراً على صحة الإنسان وضياعا لحقوق المرضى لعدم وجود الضوابط الناظمة للحقوق والواجبات.
وقال ان هؤلاء المتطفلين غير المرخصين ، وهم من حملة الشنط الذين يلتقطون زبائنهم من الشوارع ، يشكلون خطراً جسيماً وذلك باستخدامهم بعض المواد غير المرخصة طبياً والتي تسبب التهابات دائمة ورائحة كريهه للفم وغالباً ما تؤدي الى الإصابة بأمراض.
ولفت الازرعي الى الجهود التي توليها وزارة الصحة من خلال الحملات اليومية على هؤلاء المتطفلين والتي تنتهي الى ايداعهم للقضاء مناشدا المواطنين عدم التعاون معهم.